الإنسان مخلوق رائع
لكنه لا يعرف مقدار نفسه فهو فنان مبدع وحساس شاعر
إنه بكل قوة عبقري خارق..الإنسان مخلوق رائع..لأنه مفطور على الإيمان وحب الخيرات والسلام وكل ماهو رائع ..الإنسان مخلوق رائع بأخلاقه العفيفة
وكرامته الجميلة..فهو لايسمح لنفسه بأن ترديه الى مهاوي الرذيلة.. إنه يفكر
ويحلل بكل طاقاته المعنوية من عقله وقلبه حاكما كيانه وذاته ..بذلك يجعل ضميره حي بروحه مخلصٌ لنفسه ، معلمه الإحساس وفكره الإنسانية وهدفه العيش
للسلام والتضحية في سبيل الله ..أمانيه: أن يحيا شريفاً فيبعث طاهراً
ليست عليه خطايا قد تعيق سيره نحو جنان الخلد التي وعدها بها ربه للصالحين والمؤمنين
حق الإيمان ..إنه في النهاية إنسان فهو مخلوق رائع..كلامه حكمة ولسانه صادق لايعرف الكذب بل وتتوه الأكاذيب للوصول الى دربه ..هاجسه الإبداع فالإنتاج فهو كما
قلت مخلوق رائع..حدوده تقف عند حرية الغير فهو إنسان مسلم يسلم الناس
من لسانه ويده ..فذاته عطرة لاتقبل سوى بما يمليه عليها عبيرها..فهو إنسان رائع..لاتؤثر فيه العوامل الفكرية الناقصة التي تنافي الإنسانية
وتقدح في كل من الرجل والمرأة...هو ضد الأفكار المتحجرة والعادات والتقاليد
الهادمة المدمرة والتي وضعها أناس قد انسلخوا عن الفطرة ولبسوا ثياب الردة.. الإنسان مخلوق رائع ..فهو مع رفعة شخصيته تلك متواضع..متبسم يخطف من
أفراحه ليعطيها غيره وينزع من أوقاته وراحاته ليهديها لآخرين هم في نظره
أحوج إلى تلك الأوقات منه..لحقاً إن الإنسان لمخلوق رائع..أجمل مافيه حب يوقظه على الحقيقة فيحييه وأعمال متألقة متجددة تبقيه خالداً حتى لو وافته المنية ..
وأرقى مافيه أخلاقه السمية..والتي لايصيبها الخلل مهما كان أو صار..إنه في النهاية إنسان
الذي ولد كما في أصله إنسان..ليس كما أجيال السابقين(الحضارات البدائية المتخلفة ) وأجيال اليوم الضائعين(الذين يتهمون بأشكالهم و ببريق المظاهر الخادع والقسم الأخر يمجد العادات والتقاليد الخرقاء والتي لاأصل لها في الدين) ..إنهم بلا إحساس بلا مشاعر..والذين يعتقدون بأن هذه القواعد( التي ذكرتها في الإنسان الحقيقي )ليست من خصائص الإنسان وإنما هي في نظرهم هوامش ..حتى إذا ساروا بها يوماً كان ذلك من أجل نيل مراد والسلام..لقد خرج الإنسان اليوم عن إنسانيته ..لم يعد إنساناً بل هو كحجر جافٍ قاسي..وإن الحجر لأهون بكثير ..فهو- كما ذكر الله في كتابه الكريم – ليتفتت عند ملامسته لقطران الندى وهو من تلاطم أمواج البحر ليتشقق ..ما أغرب إنسان هذا التاريخ..لقد تنكر لنفسه وذاته ومبادئه فكأنما هم أعداء له..وكأنهم لاتربطهم به صلة منذ مولده..لقد خرج عن فطرته فتخبط في كل تيار ضال وسلك كل دروب الخراب والانحطاط (انحطاط فكري فتلوث داخلي ) فلم يصبح إلا إسماً لإنسان وبقايا لإنسان ميت وليس بحي ..فروحه قد هربت مستنجدة لبارئها..فتراكيبه مبعثرة وأجزاؤه محطمة إنتهى ..فلم يعد الإنسان مخلوق رائع..بل رسم وهمس صورة ولوح..لاغير ذلك ..لاغير ذلك